يُعد غزل نزار قباني في الجمال شاعر الحب والجمال الذي نقش كلماته في وجدان العاشقين، فصارت قصائده مرآة تعكس أسمى معاني الجمال الإنساني، لم يكن غزله مجرد وصف سطحي للمظهر، بل امتد ليعبر عن الجمال الحقيقي الذي يسكن الروح والفكر، ذلك الجمال الذي يتجاوز الشكل ليصل إلى الإحساس والذكاء والأنوثة العذبة.

غزل نزار قباني في الجمال
علمني حبك ..أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي بين ذراعيها
مثل العصفور..
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البللور المكسور
***
علمني حبك.. سيدتي
أسوء عادات
علمني أفتح فنجاني
في الليلة ألاف المرات..
و أجرب طب العطارين..
و أطرق باب العرافات..
علمني ..أخرج من بيتي..
لأمشط أرصفة الطرقات
و أطارد وجهك..
في الأمطار ، و في أضواء السيارات..
و أطارد طيفك..
حتى .. حتى ..
في أوراق الإعلانات ..
علمني حبك..
كيف أهيم على وجهي..ساعات
بحثا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
هو كل الأوجه و الأصوات
***
أدخلني حبك.. سيدتي
مدن الأحزان..
و أنا من قبلك لم أدخل
مدن الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسان..
اقرأ أيضًا: غزل نزار قباني في الحبيبة
غزل نزار قباني قصير
علمني حبك..
كيف أحبك في كل الأشياء
في الشجر العاري..
في الأوراق اليابسة الصفراء
في الجو الماطر.. في الأنواء..
في أصغر مقهى..
نشرب فيه، مساءً، قهوتنا السوداء..
علمني حبك أن آوي..
لفنادق ليس لها أسماء
و كنائس ليس لها أسماء
و مقاهٍ ليس لها أسماء
علمني حبك..
اقرأ أيضًا: شعر نزار قباني عن الحب
غزل نزار قباني في الجمال تويتر
علمني حبك..
أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك ..
بالطبشور على الحيطان..
و على أشرعة الصيادين
على الأجراس..
على الصلبان
علمني حبك..
كيف الحب يغير خارطة الأزمان..
علمني أني حين أحب..
تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبان
فقرأت أقاصيص الأطفال..
دخلت قصور ملوك الجان
و حلمت بأن تتزوجني
بنت السلطان..
تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها.. أشهى من زهر الرمان
و حلمت بأني أخطفها
مثل الفرسان..
و حلمت بأني أهديها
أطواق اللؤلؤ و المرجان..
علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر..
و لا تأتي بنت السلطان..
غزل نزار قباني في الحب
كيف الليل يضخم أحزان الغرباء..
علمني..كيف أرى بيروت
إمرأة..طاغية الإغراء..
إمراةً..تلبس كل كل مساء
أجمل ما تملك من أزياء
و ترش العطر.. على نهديها
للبحارة..و الأمراء..
علمني حبك ..
أن أبكي من غير بكاء
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمين..
في طرق (الروشة) و (الحمراء)..
***
علمني حبك أن أحزن..
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة.. تجعلني أحزن
لامرأة.. أبكي بين ذراعيها..
مثل العصفور..
لامرأة تجمع أجزائي..
كشظايا البللور المكسور..
إن غزل نزار قباني في الجمال الحقيقي لم يكن مجرد تغنٍّ بالمظهر، بل كان احتفاءً بالكمال الإنساني في أبهى صوره.