يعتبر المتنبي واحدًا من أكبر شعراء العالم العربي في العصور القديمة، حيث تتميز قصائده بجزالة معانيها والفروسية والفخر، فلم تكن أشعاره مجرد كلمات موزونة وحسب بل أنها دروسًا تخلد في الأذهان في الطموح والقوة والكرامة، وكان لها دوًا هامًا في نشر الحكمة بين الناس قديمًا ومصدر للإلهام في عالمنا الآن.

حكم المتنبي
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ** وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
إذا كانتِ النفوسُ كبارًا **تعبتْ في مرادِها الأجسامُ
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ **وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ
ومن يهن يسهلِ الهوانُ عليهِ **ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ
إذا غَدَرَتْ حسناءُ وَفّتْ بعهدِها **فمن عهدِها ألا يكونَ لها عهدُ
مَا كلُّ مَا يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ **تَجْرِي الرّياحُ بِمَا لا تَشْتَهِي السّفُنُ
اقرأ أيضًا: اقتباسات عن الحياة
أقوال المتنبي عن الأخلاق
إذا غامرتَ في شرفٍ مرُومِ **فلا تقنعْ بما دونَ النّجومِ
ووضعُ الندى في موضعِ السيفِ بالعُلى **مُضرٌّ كوضعِ السيفِ في موضعِ الندى
حسنُ الحضارةِ مجلوبٌ بتطريةٍ **وفي البداوةِ حسنٌ غيرُ مجلوبِ
ومن يجعلِ المعروفَ في غيرِ أهلهِ **يكنْ حمدُهُ ذمّاً عليهِ ويندمِ
تَصَبَّرْ على هَجرِ الحبيبِ فإِنّهُ **كثيرُ التَّمادي في الجفاءِ قليلُ العَذرِ
إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي **ولم تستحِ فاصنعْ ما تشاءُ
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرجُ سابحٍ **وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ
شرُ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ **وشرُ ما يكسبُ الإنسانُ ما يصمُ
اقرأ أيضًا:اجمل ما قال المتنبي
حكم المتنبي عن العلم
إذا غَذَاكَ اللّيلُ فالعِلمُ ضَوؤُهُ **وإنْ أطالَ النّاسُ النّومَ ما رَقَدَا
أنا الغريقُ فما خَوفي من البللِ
وكم ذا بمصرَ من المُضحِكاتِ **ولكنّه ضَحِكٌ كالبُكَا
ذو العَقلِ يَشقى في النَعيمِ بعقلِهِ **وأخو الجَهالَةِ في الشقاوَةِ يَنعَمُ
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكنْ ذا عزيمةٍ **فإنّ فسادَ الرأيِ أنْ تترددا
كلُّ امْرِئٍ يَحْمى محاجِرَ وَجْهِهِ **فَكَيفَ يَحْمى العاجِزُ المُسْتَرَقَّ
ومنْ الجهلِ أنْ ترجوَ الخلودَ بأرضِنا **وليسَ لها أهلٌ ولا أحدٌ يبقى
حكم وأقوال المتنبي ليست أبيات شعر عابرة مثل غيرها، ولكن هي نابعة من خلاصة فكر عميق وتجربة تلامس واقع الإنسان في كل الأزمنة، لذلك فإن شعره سيظل مرجعًا للإلها للراغب في البحث عن دروس في الحياة.