آية “وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ” تحمل في طياتها أسرارًا عظيمة وفضائل جليلة أودعها الله فيها لحماية عباده المؤمنين من الشرور والمكائد، هذه الآية نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتكون له سلاحًا ربانيًا ينجيه من أعدائه، وقد أظهرت قوتها وفاعليتها في موقف عظيم حين نجا النبي الكريم من المشركين الذين أرادوا قتله.

فوائد تكرار وجعلنا من بين أيديهم سدا
تكرار هذه الآية بشكل يومي مع اليقين بقدرة الله عز وجل يحمل فوائد عظيمة تتجلى في النقاط التالية:
- تُعد هذه الآية حصنًا منيعًا أمام الأعداء، سواء كانوا أفرادًا أو جماعات، حيث يحجب الله أبصارهم ويبعد أذاهم.
- التكرار المستمر لهذه الآية يعزز إيمان المسلم بأن الله قادر على كل شيء، وهو الحامي والناجي من كل شر.
- عند ترديد الآية، يشعر المؤمن بالراحة النفسية والاطمئنان لأن الله قريب مجيب.
- إذا واجه الإنسان موقفًا يخاف فيه على نفسه أو ماله أو عرضه، فإن التوسل إلى الله بهذه الآية يكون سببًا للنجاة، بإذن الله.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء اللهم اني أبرأ من حولي
متى استخدم النبي الكريم وجعلنا من بين أيديهم سدا؟
ورد في السيرة النبوية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لجأ إلى هذه الآية في موقف خطير، وذلك عندما خطط مشركو قريش لقتله في مكة المكرمة خلال السنة الثالثة عشرة من البعثة، في تلك الليلة تجمّع المشركون أمام بيت النبي ينتظرون خروجه ليهجموا عليه.
لكن النبي الكريم، وهو على يقين بنصر الله، كرر هذه الآية الكريمة ثم خرج من بينهم دون أن يراه أحد، لقد عمَّى الله أبصارهم وكأنهم أصبحوا عاجزين عن رؤيته، حتى وصل النبي إلى وجهته بأمان.
أهمية اليقين عند تلاوة وجعلنا من بين أيديهم سدا
من أهم شروط الاستفادة من هذه الآية الكريمة هو أن يقرأها المسلم بقلب موقن، متأكد من قدرة الله عز وجل على تحقيق المعجزات، فالاستجابة الإلهية تأتي مع الإخلاص واليقين، كما حدث مع النبي الكريم حين كان محاطًا بأعدائه.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع آيات الإحياء
الأسرار الكامنة في وجعلنا من بين أيديهم سدا
تتجلى عظمة هذه الآية في قدرتها على إحداث تأثير خارق بفضل الله، فقد أظهرت قوة خفية تحجب الأبصار وتعجز الأعداء عن الحركة، وكأن “السدَّين” المذكورين في الآية ليسا حواجز مادية، بل هي قدرة إلهية تجعل العدو غير قادر على إدراك ما حوله، حيث:
- سد أمامي وخلفي: هذا التصوير القرآني يدل على أن الحماية شاملة من جميع الجهات.
- إغشاء الأبصار: تعبير عن العمى المؤقت الذي أصاب المشركين، وكأنهم تحت تأثير قوة غير مرئية تمنعهم من الإيذاء.

كيفية استخدام وجعلنا من بين أيديهم سدا في الحياة اليومية
يمكن لكل مسلم أن يستعين بهذه الآية الكريمة في مواقف الخوف أو التهديد، وذلك عبر:
- ترديدها يوميًا في أوقات القلق والخوف.
- الإلحاح في الدعاء باستخدامها عند مواجهة الظلم أو المواقف الصعبة.
- دمجها مع الأدعية اليومية والأذكار لتحصين النفس.