الدنيا والحياة موضوعان شغلا فكر الإنسان منذ القدم، فتأمل فيهما الفلاسفة والحكماء والأدباء، وخرجوا بجمل من الحكم والأقوال الخالدة التي تُعبّر عن طبيعة الحياة وتقلباتها، وتُقدّم لنا دروسًا وعبرًا نستفيد منها في مسيرتنا، هذه الحكم تُضيء لنا دروبنا وتُرشدنا إلى الصواب، وتُعيننا على فهم الحياة بشكل أعمق وأفضل.

حكم عن الدنيا والحياة
ثمة أقوال مختلفة ومتنوعة ومميزة جاءت عن الدنيا والحياة، ومن أبرز هذه الأقوال ما يلي:
- الدنيا مرآة محدبة تعكس رغباتنا مكبّرة، والآخرة مرآة مستوية تعكس حقيقتنا كما هي.
- من بنى في الدنيا قصرًا على رمال الغفلة، وجد في الآخرة كوخًا على صخرة الندم.
- الدنيا ليست امتحانًا قصيرًا، بل هي قاعة انتظار ضخمة، تُفرز فيها نتائج امتحانات سابقة.
- الفرق بين الدنيا والآخرة كالفرق بين حلم يقظة وحقيقة مُعاشة، الأول زائل والثاني أبدي.
- لا تطلب الخلود في دار الفناء، فكل نفس فيها مُستأجرة ليوم الرحيل.
- الدنيا ككتاب مُعجب بغلافه، والآخرة كقراءة مُتمعّنة لمحتواه.
- من جمع كنوز الدنيا ونسي كنوز الآخرة، كمن استبدل جوهرة بتراب.
- الدنيا مسرح تُعرض فيه مسرحيات الحياة، والآخرة هي الناقد الذي يُقيّم الأداء.
اقرأ أيضًا: اجمل ما قيل عن الحياة
أمثال شعبية عن الدنيا
الأمثال الشعبية هي خلاصة تجارب الشعوب وحكمتها المتوارثة عبر الأجيال، وهي تُعبّر عن رؤية الناس للحياة والدنيا بطريقة بسيطة وموجزة، ومنها الآتي:
- الدنيا ليست فصلًا دراسيًا واحدًا، بل هي جامعة مفتوحة، مناهجها متجددة ودروسها لا تنتهي.
- رحى الأيام لا تتوقف عن الدوران، تُعلي أقوامًا وتُخفض آخرين، فكن على حذر من تقلباتها.
- كل ما يُبنى على رمال الزمن، محكوم عليه بالزوال، فلا تغترّ بزخرفها المؤقت.
- بريق الحياة يُعمي الأبصار عن حقيقتها الزائلة، فلا تُخدع بمظاهرها الخادعة.
أقوال الصحابة عن الدنيا
كان الصحابة رضوان الله عليهم يُدركون حقيقة الدنيا وأنها دار ممر لا دار مقر، وأنها زائلة فانية، فيُركزون في أقوالهم على هذا المعنى، ومن أبرزها الآتي:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.”
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “ما منكم من أحد إلا وسيُخلى به ربُّه يوم القيامة، كما يُخلى أحدكم بالقمر ليلة البدر، فيقول: يا ابن آدم ما غرَّك بي؟ ماذا عملت فيما علمت؟”
عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لو ماتت شاة على شط الفرات ضائعة لظننت أن الله تعالى سائلي عنها يوم القيامة.”
هذه الأقوال تُبين شدة خوف الصحابة من الله تعالى وحرصهم على المسؤولية.
اقرأ أيضًا: جمل ما قيل عن الرضا بقضاء الله

أجمل ما قيل عن الدنيا والآخرة
هناك عدد من الأقوال المأثورة والمميزة التي وردت عن السابقين والفلاسفة، سواء عن الدنيا أو الآخرة، وأبرزها الآتي:
- الدنيا مِضمارُ عبور، لا مَوطنُ خلود.
- بين زَخرف الفناء، وجَلالِ البقاء، خَيارُ العاقلِ لا يَخفى.
- مَن استَثمرَ لحظاتِ الدُنيا بإحسان، وجدها في الآخرة رِبحًا مُضاعفًا.
- لا تَغتر بِسُرعة انقضاء الدُنيا، فَنُعيمُ الآخرةِ أبدي سرمدي.