من الأحداث التي أثارت حزنًا عميقًا في قلوب الصحابة والمحبين هو وفاة ناقة رسول الله، حيث كان لهذه الناقة مكانة خاصة في حياة النبي، فقد رافقته في العديد من الغزوات مثل غزوة بدر وفتح مكة وصلح الحديبية كما رافقته في الكثير من المواقف الهامة، ورغم أن وفاتها لم يكن حدث مفاجئ في حد ذاته، إلا أن طريقة وفاتها والمواقف المحيطة بها تحمل العديد من الدروس والدلالات.
تعتبر ناقة القصواء هي أغلى ناقة في التاريخ وهي التي حملت الرسول إلى المدينة المنورة، ثم تركها الرسول لكي تختار مكان لتبرك فيه ثم اختار النبي هذا المكان لكي يصبح بيتًا له، كما اختير هذا المكان لكي يكون مسجد النبي والموضع الذي يتم فيه بتر أي نزاع قد ينشأ بين المهاجرين والأنصار.
كانت هذه الناقة عزيزة للغاية على جميع المسلمين وبعد وفاة النبي رفضت الناقة تناول الطعام أو الشراب وظلت الناقة تبكي مدة من الوقت حتى فقدت بصرها وظلت على هذه الحالة حتى فارقت الحياة.
يذكر أن هذه الناقة مولدها في مضارب بني قريش بشبه الجزيرة العربية وقام النبي بشراء هذه الناقة من أبو بكر الصديق ب 400 درهم، وكانت هذه الدابة هي الوحيدة التي كانت تُطيق نزول الوحي وهو على ظهرها وهذا على عكس الناقات والدواب الأخرى والتي كانت تبرك عند نزول الوحي ويذكر أن النبي قد طاف بها فيما بعد حول الكعبة المشرفة.