تزخر اللغة العربية بأساليب تعبيرية غنية تعكس مشاعر الإنسان وأمانيه وتطلعاته، ومن أبرز هذه الأساليب ادوات الترجي الذي يُستخدم للتعبير عن الأمل في وقوع أمر محبوب في المستقبل، ويُعد الترجي من الأساليب الإنشائية غير الطلبيّة التي تُضفي طابعًا رقيقًا ومتفائلًا على الكلام.

ادوات الترجي
- لعلّ: وهي من أكثر أدوات الترجي استخدامًا، وتدخل على الجملة الاسمية أو الفعلية، مثل: لعلّ الغدَ يحمل لنا الخير.
- عسى: وهي فعل ناقص يفيد الرجاء، وتُستعمل للتعبير عن أمل قوي في تحقق أمر معين، مثل: عسى أن يتحقق حلمي قريبًا.
- ليت: ورغم أنها في الأصل من أدوات التمني، فقد تُستخدم أحيانًا بمعنى الترجي في بعض السياقات.
- علّ (بفتح العين وتشديد اللام): تُستخدم في بعض اللهجات أو الأساليب الفصيحة النادرة للتعبير عن رجاء.
- تجدر الإشارة إلى أن الترجي غالبًا ما يُستخدم مع الأمور الممكنة الوقوع، مما يجعله أقرب إلى الواقع من التمني.
اقرأ أيضًا: ان واخواتها الاعراب
أمثلة على أسلوب التمني
- ليت الشبابَ يعود يومًا: تعبير عن أمنية مستحيلة، لأن الشباب لا يعود.
- ليتني درست الطب: تعبير عن أمنية مضى وقتها، وصعب تحقيقها.
- ليت السماء تمطر هذا المساء: تعبير عن أمل غير مستحيل، لكنه غير مضمون.
- ليتك كنتَ هنا الآن: تعبير عن رغبة في الحضور، وقد تكون مستحيلة أو ممكنة بحسب السياق.
أدوات التمني
- ليت: وهي الأداة الأساسية في التمني، تدخل على الجملة الاسمية وتعرب كأنها من أخوات “إن”.
- هل ولو: تُستخدمان أحيانًا بمعنى التمني في بعض السياقات البلاغية، مثل: هل يعود الزمان؟ أو لو أنني طائر!، لكنهما ليسا من أدوات التمني الصريحة.
الفرق بين الترجي والتمني
من حيث المعنى:
- الترجي يُستخدم للتعبير عن أمل في وقوع أمر محبوب مستقبلي.
- التمني يُستخدم للتعبير عن رغبة في حدوث أمر غالبًا ما يكون مستحيلًا أو صعبًا.
من حيث إمكانية الحدوث:
- الترجي يدل على أمر ممكن الحدوث في المستقبل.
- التمني يدل غالبًا على أمر بعيد المنال أو مستحيل.
من حيث الأداة المستخدمة:
- أدوات الترجي تشمل: لعل، عسى.
- أداة التمني الأساسية هي: ليت.
من حيث الزمن:
- الترجي يُستخدم عادة للتطلع إلى المستقبل.
- التمني قد يُستخدم للتعبير عن الندم على الماضي أو التطلع لأمنيات غير واقعية في المستقبل.
من حيث الأثر البلاغي:
- الترجي يبعث على الأمل والتفاؤل.
- التمني يعكس الندم، أو الحنين، أو الإحساس بالفقد والرغبة في المستحيل.
اقرأ أيضًا: من المتممات المجرورة
إنّ أسلوبي الترجي والتمني من الأدوات البلاغية التي تُظهر جمال اللغة العربية، وتُجسد المشاعر الإنسانية بأدق تفاصيلها.