وسط مشهد تاريخي، بدأت اليوم السبت أولى أيام امتحانات الشهادة السودانية في ظل الأوضاع القاسية التي تعيشها السودان، حيث قطع الطلاب والطالبات آلاف الأميال من تشاد، وغامرة العديد بحياتهم في رحلات مليئة بالمخاطر بالقوارب البدائية، فقط من أجل الوصول إلى لجان الامتحانات.

بدأ اليوم السبت الموافق 28 ديسمبر 2024 امتحانات الشهادة السودانية، في مشهد غير مسبوق في التاريخ، في ظل الظروف القاسية التي تعاني منها السودان، قطع الطلاب آلاف الأميل وسط رحلات محفوفة بالمخاطر في القوارب البدائية فقط من أجل الوصول إلى أماكن الامتحانات، عقد جلسات في ساعات غير منطقية، عداك عن انقطاع الإنترنت والكهرباء المستمر الذي يحمل الطلاب عبء ثقيل في ظل الفوضى القائمة.
وسط غبار المعارك، المكان الذي تجهزت به قاعات الامتحانات جنبًا إلى جنب مع مواقع القتال، يتجهز أكثر من 343.644 طالب وطالبة لتأدية امتحانات في حوالي 2300 مركز، يحيط بهم الدمار والخوف من جميع الاتجاهات، ومع هؤلاء، يوجد 120.724 طالب هربوا من جحيم الحرب إلى واقع اقل قسوة عليهم، ليجدوا أنهم يواجهون اختبار ليس للمعرفة فقط، بل لاختبار قوتهم على الصمود في ظل ذلك الوضع المخيف.
وعلى الرغم من تلك الظروف القاسية، تصر وزارة التربية والتعليم على عقد الامتحانات مع كم الانتقادات التي وجهت لهم، وكأنهم يصارعوا في الحياة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأمل الذي بدا يتلاشى.