يعد أبو عبد الله محمد الإدريسي واحدًا من أبرز الجغرافيين والرسامين للخرائط في التاريخ، حيث جمع بين المعرفة الجغرافية والرياضيات ورسم الخرائط، ولد الإدريسي في شمال أفريقيا وقضى جزءًا من حياته في صقلية تاركًا بصمة خالدة في علوم الجغرافيا، كما تعد خريطته الشهيرة تحفة علمية شكلت مرجع لعدة قرون بعده.

خريطة الادريسية.. كيف صنع العالم الإدريسي خريطة للأرض؟

خريطة الإدريسية

  • تعرف خريطة الإدريسي رسميًا باسم نزهة المشتاق في اختراق الآفاق أو الكتاب الروجيري، وأنجزت بناءًا على طلب الملك روجر الثاني ملك صقلية.
  • كانت خريطة الإدريسية تتميز بالدقة غير المسبوقة لعصرها، وتضمنت 70 قسماً للعالم، مقسمة على سبعة أقاليم مناخية رئيسية.
  • اعتمد الإدريسي في رسم الخريطة على دمج المعارف الجغرافية الإغريقية القديمة مع معلومات المسافرين والرحالة المسلمين الذين جالوا العالم.
  • مثلت الخريطة قفزة نوعية في دقة تحديد المسافات وتصوير المعالم الجغرافية، وظلت مرجع أساسي في أوروبا لقرون طويلة.

خريطة الإدريسي يأجوج ومأجوج

  • تناولت خريطة الإدريسي بشكل مفصل الأطراف القصوى للشرق والشمال الشرقي من آسيا مستندة إلى النصوص الجغرافية الإسلامية والرحلات.
  • أشارت الخريطة إلى وجود سلسلة جبال تقع بالقرب من بحيرة قزوين، إذ يعتقد أن سد ذو القرنين يتواجد بتلك المنطقة.
  • لم يعتمد الإدريسي في وصفه على المشاهدة المباشرة لتلك المنطقة، بل على النقل عن الجغرافيين السابقين مثل بطليموس، ومعلومات الرحالة.
  • يظهر هذا الجانب من الخريطة كيف حاول الإدريسي دمج المعرفة العلمية المتاحة آنذاك مع المعتقدات والمرويات المنتشرة في عصره.

كيف صنع العالم الإدريسي خريطة للأرض؟

  • اعتمد الإدريسي منهج علمي يقوم على جمع المعلومات من مصادر متعددة، حيث كان يرسل رسامين وجغرافيين لتسجيل المعلومات بشكل مباشر.
  • قام الإدريسي بمقارنة وتصحيح المعلومات المأخوذة من المسافرين الأفراد معتمدًا فقط البيانات التي تتوافق عليها مجموعة من الروايات.
  • قام بصنع كرة أرضية ضخمة من الفضة نقشت عليها خطوط الطول والعرض، وذلك قبل رسم الخريطة الورقية لضمان دقة الأبعاد والزوايا.
  • استخدم الإدريسي وحدات قياس دقيقة لتقدير المسافات معتمدًا على تقديرات رياضية وفلكية، مما جعله يتجاوز أخطاء الجغرافيين السابقين.

نشأة العالم الإدريسي

  • ولد أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي عام 1100م في مدينة سبتة وهي شمال المغرب حاليًا، وينحدر من سلالة الأدارسة.
  • تلقى الإدريسي تعليمه في قرطبة بالأندلس التي كانت مركز علمي مهم آنذاك، مما أكسبه معرفة واسعة بالجغرافيا والعلوم الطبيعية.
  • بعد رحلاته الواسعة في شمال إفريقيا والأندلس استقر الإدريسي في باليرمو بصقلية، حيث استضافه الملك النورماندي روجر الثاني.
  • كان الملك روجر الثاني شغوف بالعلوم ودعم الإدريسي بشكل كامل لإنجاز مشروعه الأكبر، وهو نزهة المشتاق عام 1154م.

ترك الإدريسي إرث لا يقدر بثمن في تاريخ الجغرافيا ورسم الخرائط، خاصة عبر خريطته الشاملة التي وثقت عالمًا واسعًا، حيث عكست هذه الأعمال نبوغه الفكري وقدرته على دمج المعارف المختلفة، مما جعله علم من أعلام عصره.