يعد الشعر الحديث نتاج ثورة ثقافية وفكرية عميقة بدأت في التبلور بمنتصف القرن العشرين، هذا النوع من الشعر سعى لفك القيود التقليدية مانحاً الشاعر حرية أكبر في التعبير عن تعقيدات الحياة المعاصرة وتناقضاتها، كما أنه يمثل خروج واعي على المألوف بهدف مواكبة التطورات العالمية في الأدب.

الشعر الحديث
- يعرف الشعر الحديث بأنه كل نتاج شعري ظهر بعد حركة التجديد الكبرى متخلياً عن الالتزام الصارم بالوزن والقافية الموحدة.
- يشمل هذا المفهوم أنواع مثل شعر التفعيلة أو ما يعرف باسم الشعر الحر وقصيدة النثر التي ركزت على الإيقاع الداخلي واللغة المكثفة.
- يتميز الشعر الحديث بتعميق الرؤية الفلسفية والرمزية، حيث يهتم باستكشاف أبعاد التجربة الإنسانية الفردية والوجودية.
- يركز على اللغة اليومية أحياناً مستخدماً مفردات بسيطة ليخاطب وجدان القارئ المعاصر بشكل أكثر مباشرة وواقعية.
أغراض الشعر الحديث
- يبرز الغرض الاجتماعي والسياسي، حيث يسعى الشعر الحديث إلى نقد الواقع والتعبير عن قضايا الأمة والهموم العامة بجرأة غير معهودة.
- يعد الغزل الوجداني من أبرز أغراضه، إذ أصبح أكثر عمقاً وصدقاً، مركزاً على العلاقة النفسية والفكرية بين العاشقين.
- ظهر غرض جديد هو الشعر الذاتي أو الوجودي يتناول خلاله الشاعر تجربته الداخلية وتساؤلاته عن الحياة والموت والزمن.
- نجد أيضاً قصائد كثيرة في وصف المدن الحديثة وضجيجها تعكس الصراع بين التراث والمعاصرة في المشهد الحضري.
الشعر الحديث والشعر القديم
- يختلف الشعر الحديث جذرياً عن القديم في الشكل البنائي، حيث تخلص من نظام الشطرين المتناظرين واستبدله بالسطر الشعري الواحد.
- بينما التزم الشعر القديم ببحور الخليل بن أحمد الفراهيدي، فيما اعتمد الشعر الحديث على وحدة التفعيلة، مما حرره من القيود التقليدية.
- يتميز الشعر الحديث بالوحدة العضوية للموضوع، في حين كان الشعر القديم يغلب عليه تعدد الأغراض في القصيدة الواحدة.
- يلاحظ أن الشعر القديم كان يعتمد على اللغة الجزلة والمفردات التراثية، بينما مال الحديث نحو لغة أقرب إلى الحوار اليومي وإيقاع الحياة المتسارع.
يظل الشعر الحديث إضافة نوعية للمكتبة العربية، معبراً عن روح العصر وتحدياته الفكرية، وهذا التجديد في الشكل والمضمون أكسب القصيدة عمق جديد مؤكدًا على أن الشعر قادر على التطور المستمر على مر العصور.