تعد شبه الجزيرة العربية مهد للحضارات القديمة التي ساهمت في تشكيل التاريخ الإنساني وموطن للثقافة العربية الأصيلة، حيث تقع في موقع استراتيجي جعلها حلقة وصل بين الشرق والغرب، واحتضنت شعوب تركت آثار عظيمة في مجالات الزراعة والتجارة والعمران.

حضارة شبه الجزيرة العربية
- ازدهرت في شبه الجزيرة العربية حضارات متعددة أبرزها حضارة سبأ في جنوب اليمن، والتي اشتهرت بتقدمها الزراعي وبناء سد مأرب الذي يعد من أهم المنجزات الهندسية القديمة.
- قامت حضارة معين أيضًا في اليمن، وتميزت بتنظيمها التجاري والإداري، وكانت تعتمد على تصدير البخور واللبان إلى بلاد الشام ومصر القديمة.
- أما حضارة دلمون فقد نشأت في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية، وكانت مركز تجاري يربط بين حضارات وادي الرافدين ووادي السند.
- وظهرت حضارة الأنباط في شمال الجزيرة العربية، واتخذت من البتراء عاصمة لها، وتميزت بفن النحت في الصخور وتنظيم قوافل التجارة بين الشام والجزيرة.
- كما برزت حضارة كندة في وسط الجزيرة التي لعبت دور هام في توحيد القبائل العربية وتأسيس كيان سياسي قوي قبل الإسلام.
تاريخ شبه الجزيرة العربية
- تمتد جذور التاريخ في شبه الجزيرة العربية إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين، حيث كانت موطنًا لقبائل مثل عاد وثمود اللتين ورد ذكرهما في النقوش والنصوص الدينية، وقد اشتهرتا بعمران ضخم ثم اندثرتا بسبب الطغيان.
- في العصور السابقة للإسلام، شهدت الجزيرة قيام ممالك مثل المناذرة في العراق والغساسنة في الشام، وكان لكل منهما دور سياسي مهم في حماية حدود الجزيرة من القوى الكبرى كالروم والفرس.
- ومع ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي في مكة المكرمة، أصبحت الجزيرة العربية مركزًا دينيًا وثقافيًا للعالم الإسلامي، وانتقلت منها الدعوة إلى مختلف القارات.
- تطور المجتمع العربي من حياة البداوة والقبائل المتفرقة إلى وحدة سياسية ودينية متماسكة شكلت بداية العصر الإسلامي الزاهر.
جغرافيا شبه الجزيرة العربية
- تقع شبه الجزيرة العربية في الجنوب الغربي من قارة آسيا، ويحدها من الغرب البحر الأحمر، ومن الشرق الخليج العربي، ومن الجنوب بحر العرب، ومن الشمال بلاد الشام والعراق.
- تتنوع تضاريسها بين الصحاري الواسعة مثل صحراء الربع الخالي، والجبال مثل جبال السروات والحجاز، والهضاب المنتشرة في الوسط.
- تتميز بمناخ صحراوي جاف في معظم مناطقها، بينما تسود الأجواء المعتدلة في المرتفعات الجنوبية الغربية.
- هذا التنوع الجغرافي جعلها غنية بالثروات الطبيعية كالبترول والغاز والمعادن، مما زاد من أهميتها الاقتصادية في العصر الحديث.
تظل شبه الجزيرة العربية منارة للتاريخ والحضارة، فهي الموطن الأول للعرب ومهد الرسالات السماوية ومصدر إلهام حضاري يجمع بين الأصالة والعراقة والموقع الفريد.