تغطي المياه المالحة نسبة شاسعة من سطح الأرض تفوق 70٪، وهي عنصر أساسي في التوازن البيئي العالمي، رغم أن الاستفادة منها ليست بنفس انتشار استخدام المياه العذبة، فإن التقدّم العلمي والتكنولوجي أتاح لنا فتح آفاق جديدة لاستغلالها بطرق متعددة ومفيدة من خلال مصادر المياه المالحة.

مصادر المياه المالحة
- المحيطات الكبرى: هي المصدر الرئيسي للمياه المالحة، مثل المحيط الهادئ، الهندي، والأطلسي، التي تشكّل الجزء الأكبر من هذا المورد.
- البحار المغلقة أو شبه المغلقة: مياهها مالحة لكنها ليست متصلة مباشرة بالمحيطات، كالبحر الميت وبحر قزوين.
- الخزانات المالحة الجوفية: مياه ملحية محفوظة تحت سطح الأرض، وقد تكون ذات عمر جيولوجي، تعرف أحيانًا بـ المياه المالحة الأحفورية.
- السبخات والأحواض الملحية السطحية: تتكوّن نتيجة تبخّر المياه في المناطق الجافة، فيُترك الملح خلفه مكوّنًا بركًا ملحية.
- المياه المالحة الصناعية: تنشأ من عمليات بشرية، مثل نشاطات التعدين أو الصناعات الكيماوية، فتنتج مزيجًا ملحيًّا غالباً ما يكون غير طبيعي المصدر.
اقرأ أيضًا: مصادر المياه العذبة
الخصائص والسمات الكيميائية والفيزيائية للمياه المالحة
- تحتوي المياه المالحة على تركيبات غنية بالملح، لا سيما الصوديوم والكلوريد، مما يمنحها الطعم المالح المميز.
- تتجاوز تركيبة الأملاح فيها غالبًا الـ1000 ملغم في الليتر، بينما تُصنف المياه العذبة أقل بكثير من هذه القيمة.
- تختلف في بعض الخواص الفيزيائية عن المياه العذبة، مثل الكثافة، نقطة الغليان، وقد تتأثر درجة التجمد أيضًا.
- لا تناسب الزراعة مباشرة ما لم تُعالَج، نظرًا لأثر الملوحة على النباتات والتربة.
الاستخدامات المتعددة للمياه المالحة
- تحلية المياه: باستخدام تقنيات مثل التناضح العكسي وغيرها، لاستخراج مياه صالحة للشرب من المياه المالحة.
- تبريد الصناعات ومحطات الطاقة: تُستخدم في المناطق الساحلية كمصدر متاح لتبادل الحرارة وتبريد العمليات الصناعية.
- الاستزراع المائي: تربية الأسماك والطحالب وغيرها من الكائنات البحرية التي تعتمد على المياه المالحة.
- المنجعات الصحية والعلاجية: تُستثمر خواصها لتخفيف بعض الأمراض الجلدية والتهاب المفاصل وغيرها من الفوائد الصحية.
- التعدين واستخراج المعادن: مثل الملح، المغنيسيوم، البروم، وغيرها من العناصر التي تُستخلص من مياه البحر أو الملوحة الصناعية.
اقرأ أيضًا: ما هي أهم مصادر المياه العذب
مع تزايد الطلب العالمي على المياه العذبة، يصبح مصادر المياه المالحة دور استراتيجي لا يستهان به، خصوصًا مع التطور في تقنيات التحلية والاستخدام الذكي، فهي لا تُعد مصدرًا طبيعيًّا فقط، بل متحفزًا للابتكار في مجالات مثل الطاقة، والزراعة، والصحة، مما يجعلها شريكًا أساسيًا في تلبية احتياجات الإنسانية المائية والاقتصادية في المستقبل.