التعلم يعد من أهم الركائز التي تساعد على تقدم الأفراد والمجتمعات، ومن خلاله يتمكن الإنسان من اكتساب المعرفة والمهارات التي تجعله أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة، ومع تطور طرق التعليم، ظهرت أساليب جديدة تعزز التفاعل بين المتعلمين وتكسر حاجز العزلة الفردية في التحصيل، ومن أبرز هذه الأساليب الحديثة هو التعلم التشاركي الذي يركز على جعل الطالب جزءًا من عملية بناء المعرفة.

مفهوم التعلم التشاركي بمميزاته وعيوبه للأطفال

مفهوم التعلم التشاركي

  • التعلم التشاركي هو أسلوب تربوي حديث يقوم على إشراك مجموعة من الطلاب في إنجاز مهام تعليمية مشتركة بحيث يتعاون كل فرد مع الآخرين لتبادل الأفكار والخبرات.
  • يُعرف أيضًا بأنه عملية تعليمية تفاعلية تتيح للمتعلمين المشاركة في مناقشات وأنشطة جماعية تعزز التفكير النقدي والعمل بروح الفريق.
  • يقوم هذا النوع من التعلم على أساس أن المعرفة لا تُبنى بشكل فردي فقط، بل تُبنى بشكل جماعي من خلال التعاون وتوزيع الأدوار بين الطلاب.
  • يعد التعلم التشاركي وسيلة تربط بين النظرية والتطبيق، حيث يشترك الطلاب في حل المشكلات والتجارب العملية بشكل جماعي.

مميزات التعلم التشاركي

  • من أبرز مميزاته أنه يساعد على تنمية مهارات التواصل بين الطلاب، إذ يصبح كل طالب قادرًا على التعبير عن رأيه والاستماع لآراء الآخرين.
  • يساهم في تنمية روح التعاون والعمل الجماعي، وهو ما يُعد مهارة حياتية مهمة يحتاج إليها الأفراد داخل المؤسسات التعليمية وخارجها.
  • يعزز من دافعية المتعلم للتعلم، لأن الطالب يشعر أنه جزء من الفريق ويشارك في اتخاذ القرارات التعليمية.
  • يسهم في تطوير التفكير الناقد والإبداعي لدى الطلاب من خلال تبادل الآراء ومناقشة المشكلات بطرق مختلفة.
  • يساعد المعلمين على تقييم الطلاب بشكل أفضل من خلال ملاحظتهم أثناء الأنشطة الجماعية، وليس فقط من خلال الامتحانات التقليدية.

عيوب التعلم التشاركي

  • قد يواجه الطلاب صعوبة في تنظيم الوقت وإدارة الأنشطة الجماعية إذا لم يكن هناك إشراف فعّال من المعلم.
  • في بعض الحالات، يتحمل الطلاب المتفوقون عبئًا أكبر من غيرهم، مما قد يشعرهم بعدم المساواة في الجهد المبذول.
  • يمكن أن تظهر خلافات بين الطلاب نتيجة اختلاف وجهات النظر، وإذا لم تتم إدارتها قد تؤثر على سير عملية التعلم.
  • قد يؤدي الاعتماد الزائد على المجموعة إلى ضعف دور الفرد في الاعتماد على نفسه، وبالتالي فقدان بعض الاستقلالية في التعلم.

التعلم التشاركي من الأساليب التعليمية الفعالة التي أثبتت جدارتها في رفع مستوى التحصيل العلمي وتنمية مهارات الطلاب العملية، ورغم بعض التحديات التي قد ترافقه، إلا أنه يظل وسيلة مثالية لإعداد جيل قادر على التعاون والإبداع.