الأدب العربي زاخر بأنواع متعددة من الشعر والقصائد، منها المدح الذي يرفع من قيمة الأشخاص والأفعال، ومنها الذم الذي يفضح العيوب ويكشف الخيانة ويعبر عن الغضب، وقصائد الذم تحمل في معانيها قوة الكلمة وحرارتها، إذ تجسد مشاعر الألم أو الخيانة أو المواقف الصعبة وغالبًا ما تكون موجزة لكنها عميقة الأثر.

قصيدة ذم
فلترحلوا عنّا
لا بوركتْ مناظرَهْ
أجواؤها مهاتَرهْ
فالدِّينُ حُبٌّ كلُّهُ
وما بهِ مناحَرهْ
وروحُهُ تواضعٌ
وفيهِ لا مفاخَرهْ
ولا اختلاقُ أزمةٍ
كلّا ولا محاصَرهْ
ولا اعتداءاتٌ ولا
بفتنةٍ مجاهَرهْ
فلترحلوا عنّا كفى
بأمنِنا مخاطَرهْ
منتبهينَ أوقِفوا
زوابعَ المؤامرهْ
لربِّنا أديانُنا
كفى بها متاجَرهْ
اقرأ أيضًا: شعر مدح صديق
شعر ذم الرجال
لحى اللَه الخِيانةَ كَم تَعيبُ
وَكَم تَعدو وَتُخطئُ لا تصيبُ
وَكَم في الأَرض تَظهَر سَيئاتٌ
فَيمسى في حَبائِلِها الحَبيبُ
أَراشَت بِالضَنى سَهم الأَعادي
فَكَلَّ لبرء طَعنتها الطَبيبُ
إِذا نَظَرَت بِعَين الصُلح فَاِحذَر
فَإِن الحَربَ شيمتها قَريبُ
رُويدَك وَاستمع عَني حَديثا
يَغص بِذكرِهِ اللبن الحَليب
ذِئاب البرِّ لِلغَنّام قالَت
رَعاكَ اللَه يا هَذا اللبيب
نَروم الصُلح ما دُمنا سواءً
وَعِندَ الصُلح تغتَفر الذُنوب
وَهاكَ صِغارَنا رَهناً عَلَينا
إِذا خُنّا أَو اِختَلَفت قُلوب
وَتودع عِندنا كلبيك رَهناً
وَكُلٌّ عَن مَساويه يَتوب
وَقَد رَهَنوا صِغارهم لَدَيه
وَراحوا بِالكِلاب وَذا عَجيب
فَربِّيت الصِغار عَلى شياه
وَألِّفَتِ الكِلاب وَلا حُروب
وَمُذ كبر الذئاب فَكل ذئب
لِشاةٍ خانَ وَهوَ لَها رَبيب
فَقُل لِلجَرو كَيفَ غَدَرتَ ظُلما
وَمن أَنباكأَنَّ أَباكَ ذيب
إِذا كانَ الطباع طباعَ سوء
فَلا أَدَبٌ يفيد وَلا أَديب
قصيدة ذم صديق
تغيرتِ المودة والإخاءُ
وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
وأسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
ولكن لا يدومُ له وفاءُ
أَخِلاءٌ إذا استَغنَيتُ عَنهُم
وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني
ويبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
اقرأ أيضًا: شعر جاهلي عن نكران الجميل
عبارات قاسية قصيرة
- الخيانة لا تأتي من بعيد، بل من أقرب قريب.
- بعض الوجوه أقنعة، فلا تنخدع بابتسامة زائفة.
- اللئيم لا يعرف معنى الوفاء مهما أحسنت إليه.
- ليست كل يدٍ تمتد بالعطاء تحمل حبًا صادقًا.
- بعض العلاقات نهايتها درس قاسٍ لا يُنسى.
الذم في الشعر والعبارات ليس إلا مرآة لمشاعر جُرحت وخذلان عاشه أصحابها، فهو لون من ألوان التعبير الأدبي القوي، ورغم قسوته، إلا أنه يذكّرنا بأهمية اختيار من نمنحهم ثقتنا وودّنا.