اعتاد العرب قديمًا وحتى اللحظة الحالية على مقولة “الجار قبل الدار” في إشارة إلى أهمية وجود الجار في حياة الإنسان وفضل الإحسان إليه ومكانته في القلب، فقد ارتبطت على مر العصور طمأنينة السكن وراحة النفس بحسن الجوار، ولهذا ظل الجار الصالح هو المطلب الأساسي الذي لا يقل أهمية عن البيت نفسه.

قصة الجار قبل الدار
- يُحكى أن رجلًا من أهل بغداد كان يمتلك دارًا واسعة في أحد أحيائها الطيبة، ولكنه قرر أن يبيعها بثمن مرتفع غير مُبرر سواء من شكل الدار أو الموقع.
- سأله أحد الأشخاص عن سبب ثمن هذا المنزل الباهظ أجابه: “الدار يثمن، وجاري يثمن”، في إشارة واضحه إلى طيبة جاره وحسن خلقه.
- أصبح هذا الجار مثالًا يُضرب في حسن الجيرة، حتى أن الناس أصبحوا يقصدون السكن قرب هذا الرجل، وليس حبًا في الدار نفسه.
- من هذه القصة أتى المثل الشهير “الجار قبل الدار” وتناقلته الألسن كقاعدة ثابتة في اختيار المسكن.
- وردت هذه الحكاية في العديد من الكتب مثل “المستطرف” و”عيون الأخبار” الأمر الذي يؤكد ترسيخها في الذاكرة العربية القديمة.
اقرأ أيضًا: حقوق الجار
أمثال شعبية عن الجار
- من الأمثلة العربية المشهورة قديمًا عن الجار “من جاور السعيد يسعد”.
- يٌقال أيضًا “إذا جارك بخير، فأنت بخير” وهذا المثل يشير بشكل واضح إلى أن راحة الإنسان مرتبطة براحة جيرانه.
- ورد مثل شعبي آخر في بلاد الشام يقول: “الجار للجار ولو جار” بمعنى أن الواجب لن يسقط أبدًا حتى لو أساء الجار.
أمثال وحكم الغرب عن الجار
- يقول المثل الإنجليزي “اختر الجار قبل أن تشتري المنزل” وهو مطابق تمامًا للمثل العربي.
- بينما في إيطاليا يٌقال: “الجار السيئ مثل العقرب، إن سكنته لدغك” وذلك للتأكيد على مدى تأثير الجار في راحة بال الشخص.
- أما عن المثل الفرنسي، فإنه ينص على “الجار القريب خير من الأخ البعيد” إشارة لقيمة مساندته اليومية.
- وذلك التوافق بين الشرق والغرب يثبت لنا أن الجار ركيزة أساسية في المجتمع في مختلف الثقافات.
اقرأ أيضًا: أروع ما قيل عن الجار
الجار ليس مجرد شخص يسكن بالجوار وحسب، بل إنه رفيق الحياة اليومية وسند أوقات الشدة، سواء في تراثنا العربي أو حتى في ثقافات العالم المختلفة، تبقى قيمة الجار عنوان للسكينة والراحة.