تعتبر نظريات التعلّم من أهم الركائز التي يستند عليها علم النفس التربوي، وقد شاركت بصورة ملحوظة في فهم سلوك الإنسان وتحليله، لذلك تعتبر نظرية سكنر من أشهر هذه النظريات نظرًا لأنها ركزت على التعلم من خلال العقاب والتعزيز، إلى جانب بعض النظريات الأخرى مثل بافلوف وثورندايك.

نظرية سكنر
- تُعرف نظرية سكنر بنظرية التعلم الإجرائي، وتقوم على مبدأ أن السلوك من الممكن تشكيله سواء بالتعزيز أو بالعقاب.
- قام العالم الأمريكي “برهوس فريدريك سكنر” بتطويرها من خلال التركيز على المثير والاستجابة، بالإضافة إلى ما بعد الاستجابة.
- يقول سكنر أن السلوك المدعوم بالمكافآت يميل إلى التكرار، على عكس السلوك المُعاقب الذي يقل حدوثه.
- ركز أيضًا على التعلم القائم على النتائج معتبرًا أن البيئة هي العامل الأساسي في تعديل السلوك.
- تم استخدام “صندوق سكنر” لتجربة الفئران، حيث يحصل الحيوان على الطعام عقب الضغط على زر، الأمر الذي يعزز السلوك الإيجابي.
اقرأ أيضًا: عرف النظرية العلمية
الفرق بين نظرية سكنر وبافلوف وثورندايك
- نظرية بافلوف تعتمد على الارتباط الشرطي الكلاسيكي، بمعنى الربط المباشر بين مثيرين مثل الجرس والطعام.
- بينما تقوم نظرية ثورندايك على التعلم بالمحاولة والخطأ، وقد خرجت لنا بـ”قانون الأثر” الذي ينصّ على أن السلوك يُعزز إن تبعته نتيجة مُرضية.
- يختلف سكنر عنهما، لأنه يركز على النتيجة ما بعد الاستجابة وليس على المحاولة والخطأ أو الربط فقط.
- استخدم سكنر أدوات شديدة الدقة لتسجيل الاستجابات، الأمر الذي أعطى نظريته طابعًا مميزًا.
إيجابيات وسلبيات نظرية سكنر
- من الإيجابيات التي نلاحظها في النظرية هو قابليتها للتطبيق في التعليم والعلاج السلوكي وضبط السلوك داخل الفصل.
- تساهم في تعزيز السلوكيات الإيجابية بوسائل بسيطة، مثل التشجيع والمكافأة.
- أما عن سلبياتها، فإنها تتجاهل العوامل الداخلية مثل المشاعر والدوافع وتركز فقط على السلوك الظاهر من الشخص.
- لا تنظر إلى الفروق الفردية بين المتعلمين أو حتى إلى الظروف النفسية والاجتماعية.
- قد تؤدي إلى اعتماد الشخص الزائد على التعزيز الخارجي بدلًا من تنمية دافعيته الذاتية.
اقرأ أيضًا: تعريف النظرية البنائية
ختامًا، تعتبر نظرية سكنر من النظريات المؤثرة في مجال السلوك والتعلم والعلاج، وبالرغم من أنها تحمل بعض السلبيات، إلا أنها شاركت في فهم آليات التعلم بصورة عملية.