في عالم التعليم المتجدد، لم تعد الاختبارات التقليدية كافية لقياس قدرات الطلاب بشكل دقيق، خاصة في ظل الحاجة إلى التركيز على مهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات، والتطبيق العملي للمعارف، من هنا ظهرت المهمات الأدائية كأداة فعالة لتقييم تعلّم الطالب بطريقة أكثر واقعية وارتباطًا بالحياة اليومية، فهي لا تختبر فقط ما يعرفه الطالب، بل ما يستطيع فعله بتلك المعرفة.

المهمات الأدائية
- المهمات الأدائية هي أنشطة تعليمية أو تقييمية يُطلب من الطالب من خلالها أداء مهمة حقيقية أو محاكية للواقع تتطلب تطبيق المهارات والمعارف المكتسبة في موقف محدد.
- تهدف هذه المهمات إلى قياس أداء الطالب العملي وليس فقط معرفته النظرية، مثل كتابة مقال، إجراء تجربة، أو حل مشكلة رياضية واقعية.
- تتميز المهمات الأدائية بإنتاج مخرجات ملموسة (مثل تقارير، عروض، رسوم بيانية) يمكن تقييمها باستخدام معايير واضحة ومحددة.
- تساهم هذه المهمات في تعزيز الفهم العميق للمواد الدراسية لأنها تتطلب من الطالب التفكير والتخطيط والتنفيذ والتحليل.
- بدلاً من تلقي المعلومات بشكل سلبي، يدفع هذا النوع من التقييم الطلاب إلى التفاعل والمشاركة النشطة مع المحتوى الدراسي.
أنواع المهمات الأدائية
- يُطلب من الطالب تحليل موقف واقعي وتقديم حلول مبنية على تفكير منطقي ومعرفة علمية.
- مهمة الكتابة التفسيرية أو الإبداعية مثل كتابة قصة، مقالة رأي، أو شرح لمفهوم علمي بلغة مبسطة.
- مهمة تقديم عرض شفهي يتحدث فيها الطالب عن موضوع معين أمام زملائه، ما يعزز من ثقته بنفسه وقدرته على التعبير.
- مهمة تصميم مشروع مثل بناء نموذج، إعداد حملة توعوية، أو تطوير منتج بسيط باستخدام المفاهيم الدراسية.
- مهمة تطبيق المهارات اليدوية أو التقنية تُستخدم بشكل خاص في المواد العملية مثل التربية الفنية أو المهارات الحياتية، حيث يُطلب من الطالب تنفيذ مهمة يدوية أو تقنية.
مهمة أدائية رياضيات
- موقف واقعي “طالب يرغب في تركيب بلاط لأرضية غرفته، فما عدد البلاطات التي يحتاجها؟”، هذه المهمة تتطلب حساب المساحة، ومعرفة أبعاد البلاطة.
- يُطلب من الطالب تنظيم نفقات أسبوعية في جدول وتحليل البيانات باستخدام المتوسط الحسابي والانحراف المعياري.
- رسم بياني لموقف عملي مثل تحليل بيانات درجات طلاب الصف ورسم مخطط بياني يوضح التوزيع.
- تقدير تكلفة مشروع كأن يخطط الطالب لرحلة مدرسية ويُطلب منه تقدير التكاليف باستخدام العمليات الحسابية المختلفة.
- حل مسائل حياتية مثل حساب الزمن اللازم لقطع مسافة معينة بسرعة محددة، وربطه بمواقف من الحياة اليومية.
المهام الأدائية للطلاب
- تنمية مهارات التفكير العليا مثل التحليل، التقييم، والتركيب، مما يُعد الطالب لمواجهة مواقف الحياة الواقعية.
- يشعر الطالب بإنجازه حين يتمكن من تنفيذ مهمة كاملة بنفسه، مما يعزز ثقته بقدراته.
- إذ يضطر الطالب للبحث، وجمع المعلومات، وتنظيمها بطريقة شخصية تؤدي إلى التعلم العميق.
- يكتشف الطالب أن ما يتعلمه له تطبيقات حقيقية في الحياة، مما يعزز دافعيته للتعلم.
- في حال تنفيذ المهام الأدائية ضمن مجموعات، يتعلم الطلاب مهارات العمل الجماعي والتواصل الفعال.
تُعد المهمات الأدائية نقلة نوعية في طرق التدريس والتقييم، حيث تفتح المجال أمام الطلاب لتطبيق ما تعلموه في مواقف حقيقية أو شبه حقيقية، ما يجعل التعلم أكثر عمقًا وفاعلية، ومع تطور العملية التعليمية، فإن الاعتماد على هذه المهام أصبح ضرورة ملحة لا رفاهية، لتحقيق مخرجات تعليمية تتماشى مع متطلبات العصر، وتُعد المتعلم للحياة والعمل بكفاءة وثقة.