تحفل اللغة العربية بكلمات غنية تحمل بين طياتها معاني عميقة وتفاصيل دقيقة تعبّر عن الجمال والهيبة والنور، ومن هذه الكلمات الراقية تأتي معنى البهاء، فهي ليست مجرد لفظ بل انعكاس للصفاء والرونق الداخلي والخارجي، وقد ارتبطت هذه الكلمة منذ القدم بكل ما هو جميل وفخم ومهيب.
معنى البهاء
- يعود أصل كلمة “البهاء” إلى الجذر (ب هـ ي)، وهي تُشير إلى الحسن والجمال والنور الذي يسطع من الشيء، وقد وردت الكلمة في عدد من المعاجم العربية لتدل على الإشراق والصفاء.
- يُستخدم “البهاء” لوصف الجمال الراقي الذي يفوق الجمال السطحي، فهو لا يرتبط فقط بالشكل وإنما يحمل في طياته نقاءً داخليًا يُشعر من حوله بالسكينة والإعجاب.
- كثيرًا ما استخدم الشعراء والأدباء كلمة البهاء ليصفوا بها جمال المحبوبة أو نور القمر أو إشراق الصباح، مما يعطي الكلمة بعدًا فنيًا وسحريًا.
- في بعض النصوص الدينية، تُذكر كلمة البهاء للدلالة على الجمال الإلهي أو الجلال الذي لا يُضاهى، كما في بعض الأدعية والأذكار التي تشير إلى “بهاء الله” كصفة من صفاته الجمالية.
- البهاء قد يُستخدم مجازيًا للدلالة على الصفات النبيلة، مثل الأخلاق الحميدة، والروح النقية، فليس كل بهاء يُرى بالعين.
اقرأ أيضًا: معنى قاحلة إيش
معنى البهاء والهيبة
- يُقال عن شخصٍ إنه يتمتع بالبهاء والهيبة عندما يكون جماله ممزوجًا بالوقار والاحترام، بحيث تفرض شخصيته حضورًا دون الحاجة للكلام.
- يجمع البهاء والهيبة بين جمال المظهر وهيبة الجوهر، فالهيبة تمنح الشخص احترامًا، بينما البهاء يجذب إليه الأنظار إعجابًا.
- في كثير من الأحيان، يكون البهاء سببًا في توليد الهيبة، خاصة إن كان مصحوبًا بالسلوك الحسن واللباقة.
- الهيبة هي الشعور بالاحترام والانبهار دون خوف، بينما الرهبة ترتبط بالخوف، ولهذا فإن البهاء والهيبة معًا يعكسان التقدير لا الرهبة.
- في الموروث العربي، كثيرًا ما ارتبط البهاء والهيبة بالشخصيات القيادية والحكيمة، كالملوك والشيوخ والأولياء، إذ يتمتعون بنور خاص ووقار ظاهر.
معنى بهاء الوجه
- بهاء الوجه يعني إشراقه بالنور والنقاء، وهو ما يجعل الشخص يبدو محببًا وجذابًا للآخرين من النظرة الأولى.
- يُعتبر بهاء الوجه نعمة من الله، لا تأتي من الجمال فقط، بل من الطهر الداخلي والرضا، كما يُقال في الأثر: “من عمل صالحًا ألبسه الله نورًا وبهاءً في وجهه”.
- الشخص الذي يتمتع ببهاء الوجه يترك انطباعًا جيدًا بسرعة، لما في ملامحه من راحة وسكينة وصدق.
- الجمال قد يكون ماديًا ومؤقتًا، لكن البهاء يحمل طابعًا روحيًا داخليًا لا يزول بسهولة، ولهذا يُعد بهاء الوجه أكثر جاذبية من مجرد الجمال.
- وردت كلمة “بهاء الوجه” في أدعية كثيرة، مثل دعاء النبي: “اللهم اجعل لي نورًا في وجهي”، وهو دليل على تقدير هذا النوع من الجمال النقي في التراث الإسلامي.
اقرأ أيضًا: ما هو معنى ضي
معنى كلمة بهاء منهمر
- “منهمر” تعني الساقط بكثافة أو المتدفق، وغالبًا ما تُستخدم لوصف الأمطار الغزيرة أو الدموع المتواصلة.
- عند وصف البهاء بالانهمار، يصبح التعبير مجازيًا، ويُشير إلى انسكاب الجمال أو النور بشكل غزير، لا يُمكن تجاهله أو إنكاره.
- يمكن أن نقول مثلًا: “أطلّت بوجهٍ فيه بهاء منهمر”، أي أن النور والجمال يتدفقان منها كما تتدفق الشمس أو قطرات المطر.
- قد يُقال عن شخص يظهر في لحظة حاسمة أو مناسبة مميزة إنه يحمل “بهاءً منهمرًا”، كأن الجمال والهيبة يتساقطان منه بلا توقف.
- الجمع بين “البهاء” و”الانهمار” يعطي العبارة طابعًا بلاغيًا قويًا، ويضفي عليها إحساسًا بالغزارة والعظمة، وهو ما يجعلها مستخدمة كثيرًا في الشعر الحديث والكتابة العاطفية.
معنى البهاء ليس مجرد كلمة تُقال لوصف الجمال، بل هو حالة شعورية وروحية تتجاوز المظهر لتغمر الروح وتنير القلوب، إنه جمال ممزوج بالهيبة، ونور ينبثق من الداخل قبل أن يظهر على الملامح، كما رأينا فإن البهاء يتجلى في الوجه، ويعانق الهيبة، ويتدفق أحيانًا كما المطر في مشهد فني يأسر الوجدان.