تتنوّع أنواع النصوص تبعًا للغرض منها، فمنها الأدبي الذي يخاطب العاطفة والخيال، ومنها العلمي الذي يخاطب العقل والمنطق، وفي عالم متسارع قائم على الاكتشافات والمعرفة الدقيقة، تُعد خصائص النص العلمي أداةً مركزية في نقل المعلومات وتوثيق الحقائق بأسلوب موضوعي.

خصائص النص العلمي
- يُستخدم فيه مصطلحات محددة وواضحة لا تحتمل التأويل، لتفادي اللبس وسوء الفهم.
- يقوم على عرض الحقائق المستندة إلى تجارب أو ملاحظات موثوقة، ويبتعد عن التقديرات العشوائية أو العاطفية.
- يخلو من الرأي الشخصي والانحياز، حيث يُقدّم المعلومة كما هي دون تزييف أو تحريف.
- يتبع تسلسلًا منطقيًا في العرض، يبدأ عادةً بمقدمة ثم عرض البيانات ثم النتائج فالخاتمة.
- يستخدم لغة مباشرة ووظيفية تخدم الهدف المعرفي وتُعلي من شأن المعلومة لا من أسلوب الكاتب.
تعريف النص العلمي
- لا يهدف للترفيه أو التأثير العاطفي، بل إلى شرح موضوع علمي أو ظاهرة طبيعية.
- يعتمد على التجربة والملاحظة فلا يُبنى على فرضيات غير مثبتة بل على بيانات قابلة للقياس.
- يعكس تفكيرًا منطقيًا، كل جزء فيه مبني على نتيجة منطقية للجزء الذي يسبقه.
- يُستخدم في التخصصات الدقيقة كالكيمياء، الفيزياء، الطب، علم الأحياء وغيرها.
- غالبًا ما يكون محايدًا زمنيًا فلا يتأثر بمرور الزمن لأن المعلومة فيه علمية وثابتة ما لم يثبت عكسها.
خصائص الأسلوب العلمي
- الاستخدام الدقيق للمصطلحات: حيث تُنتقى الألفاظ بعناية لتعكس المفاهيم بدقة.
- تجنّب المحسنات البديعية: مثل التشبيه أو الاستعارة، لأن هدف الأسلوب العلمي هو الإيضاح وليس الإبهار.
- الاعتماد على الأفعال المبنية للمجهول: لأن المهم هو النتيجة وليس من قام بالفعل.
- البُعد عن الذاتية: فلا يرد فيه ضمير المتكلم إلا للضرورة، ويُستخدم ضمير الغائب أو صيغة عامة.
- الربط المنطقي بين الجمل: باستخدام أدوات الربط مثل “لذلك”، “بما أن”، “نتيجةً لذلك”، لتقوية الترابط السببي بين الأفكار.
خصائص النص الأدبي
- تُستخدم فيه كلمات تحمل طابعًا عاطفيًا ومجازيًا للتأثير على القارئ.
- يقوم النص الأدبي على التصوير الفني والرمزية والتشبيهات التي لا توجد في النص العلمي.
- يمكن أن يُفسر بعدة طرق تبعًا لثقافة القارئ وتجربته.
- غالبًا ما يظهر رأي الكاتب أو مشاعره بوضوح في النص.
- بجانب الفكرة، يسعى النص الأدبي إلى خلق متعة لغوية وجمالية لدى المتلقي.
من خلال ما سبق، نرى أن خصائص النص العلمي ليس مجرد كلمات مصفوفة لتقديم المعلومات، بل هو قالب لغوي دقيق يهدف لنقل الحقائق بطريقة خالية من الانفعالات والآراء الشخصية، وهو بذلك يختلف كليًا عن النص الأدبي الذي يُراهن على التأثير الجمالي والعاطفي.