لطالما كانت نهاية فرعون مصر القديمة، الذي طغى وتجبر وادّعى الألوهية، محل جدل وبحث وتأمل، وبينما تسجل الكتب السماوية قصة هلاكه عند مطاردة موسى وقومه، تظل تفاصيل لحظة موته محطّ اهتمام بالغ، في هذا السياق نغوص في أعماق كيف مات فرعون من زاوية جديدة، بعيدًا عن الطرح المتداول، محاولين فك رموز اللحظة التي واجه فيها فرعون قدره المحتوم، وموقف السماء من طاغية الأرض.

كيف مات فرعون
- رغم جبروته وجيشه الجرار، غرق فرعون في وهم القوة، وظن أن البحر سينفتح له كما انفتح لبني إسرائيل، لكنه كان على موعد مع نهاية خُتمت بعدم الإدراك حتى اللحظة الأخيرة.
- ظن فرعون أن الماء لن يخذله، وأنه، بسلطانه، يمكن أن ينجو من غضب السماء، لكنه وجد نفسه محاطًا بالموج من كل جانب.
- تشير بعض الروايات إلى أن فرعون لم يمت غرقًا لحظيًا، بل ظلّ يصارع الماء، ويرتفع تارة وينخفض تارة، في صراع رمزي بين الطغيان والعدل.
- لحظة موته كانت لحظة انقلاب فكري حاد، حاول فيها الإيمان بعد الكفر، ولكن متأخرًا، فواجه الموت وهو يدرك بمرارة أنه خُدع بنفسه.
- لم يكن موته مجرد نهاية لطاغية، بل تجليًا لعدالة السماء التي لا تغفل عن جبار، مهما طال أمد جبروته.
اقرأ أيضًا: ملخص قصص الأنبياء
ماذا فعل سيدنا جبريل عند غرق فرعون
- ورد في بعض الآثار أن جبريل كان يدسّ الطين في فم فرعون حتى لا ينطق بالشهادة، لأن الله لا يقبل إيمانًا جاء بعد اليقين بالهلاك.
- لم يكن جبريل في موقف المتفرج، بل كان حاضرًا كمُمثل لأمر السماء، يشهد نهاية طاغية ظلم عباد الله.
- في تعامله مع فرعون، جسد جبريل الغضب الإلهي، حيث لم يترك لفرعون لحظة طهارة في موته.
- تدخل جبريل لحجب الفرصة الأخيرة عن فرعون، في مشهد يُظهر أن التوبة حين الاحتضار لا تنفع.
- بموقفه من فرعون، كان جبريل يرسل رسالة ضمنية لكل من يسير على خطى فرعون بأن العاقبة للمتقين.
هل مات فرعون غرقا
- في سورة يونس، جاءت الآية: “فأخذه الله نكال الآخرة والأولى”، مما يشير إلى أن غرقه كان حتميًا ومقصودًا كعقاب.
- العجيب أن جسده نجا، كما ورد: “فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية”، أي أن الغرق لم يُفنِ جسده، بل أبقى عليه كعبرة.
- لم يكن الغرق فقط وسيلة للهلاك، بل عقوبة رمزية تعبّر عن الغرق في الوهم والكفر والطغيان.
- ليس فقط جسده غرق، بل سقطت أسطورته، وماتت فكرة تأليه البشر معه.
- الغرق نهاية، لكن ليست الأخيرة فقد بقيت محاكمته الأخروية، حيث يكون العذاب أشد، كما وعد الله الطغاة في كتابه الكريم.
عندما غرق فرعون استغاث بموسى
- بعض الروايات تشير إلى أن فرعون صاح بنداء اليائس، مستغيثًا بموسى، في مفارقة ساخرة، بعد أن أنكر نبوته.
- لم يكن موسى مأمورًا بإنقاذ الطغاة، بل كان من أهل الحق الذين يتركون الحساب للعدل الإلهي.
- البحر ابتلع الصوت قبل أن يصل، وكأن القدر لم يُرد لذلك النداء أن يجد آذانًا صاغية.
- حتى استغاثته لم تكن إيمانًا، بل محاولة يائسة للهرب من مصير محتوم.
- لم تُمهله السماء ثانية واحدة، فالغرق كان أسرع من أن تسبقَه كلمات التوبة أو الاستغاثة.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا محمد كاملة
وفي ختام طرحنا لسؤال كيف مات فرعون، فإن موت فرعون كما ورد في النصوص الدينية والتفسيرات التاريخية يحمل دلالات عظيمة تتجاوز مجرد النهاية الجسدية لحاكم متسلط، فقد شكل غرق فرعون في البحر لحظة فاصلة بين الظلم والعدل، وبين الاستكبار والخضوع لقوة الله، وتُعّ قصته عبرة لكل من يتجبر في الأرض، ودليلاً على أن الطغيان مهما طال، فإن عاقبته زوال محتوم.