لطالما ارتبطت الاضطرابات النفسية بمفاهيم تقليدية تركز على اختلالات كيميائية في الدماغ أو عوامل اجتماعية وضغوط حياتية، لكن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف جانبًا مختلفًا تمامًا، فقد ظهر أن الجهاز المناعي يلعب دورًا غير متوقع في تطور بعض الحالات النفسية، مثل الاكتئاب والفصام مما يفتح الباب أمام فهم أعمق وأكثر شمولية للصحة النفسية.

تعرف على الحقيقية.. الاضطرابات النفسية والرابط الخفي بين الجهاز المناعي والعقل

صدرت دراسة جديدة عن جامعة بريستول البريطانية وفيها أكد الباحثون أن تلك الاضطرابات النفسية لا تنبع من اختلال موجود في كيمياء الدماغ فقد بل قد تتأثر تلك الاضطرابات بعوامل جسدية، هذا المفهوم الجديد الذي خرج لنا سوف يعمل على إعادة صياغة فهمنا لماهية الاضطرابات النفسية.

كما تم القيام بتحليل اسمه “التوزيع العشوائي المندلي” وفيه تم ربط 29 بروتين مناعي بحوالي سبع حالات نفسية والنتيجة أن 20 من هذه الأنواع هي لها ارتباط فعلي ببعض أنواع الأدوية التي تستخدم حاليًا ولكن لأمراض أخرى.

كما تشير الدراسة أن الالتهاب المزمن قد يؤدي إلى خلل نفسي مما يعني أن والجهاز المناعي لا تقتصر وظيفته على العمل على مقاومة الأمراض الجسدية فقط بل والنفسية أيضًا وهذه الدراسة أثبتت أهمية الدمج بين علم النفس والمناعة في العلاج.

كما قد تم فتح مجالات جديدة أمام الباحثين بعد تأكيد التداخل بين العقل والجسم والآن قد يتم البدء في تصميم أدوية تعمل على استهداف إشارات مناعية في أماكن مختلفة وبالتالي تواجد حلول فعالة في وقت قصير.

كما أن هذا الاكتشاف يعزز بشكل أو بآخر على أهمية النظرة الشمولية التي تخص الطب النفسي، هذا بجانب البدء في العمل على تطوير علاجات متكاملة تعمل على استهداف كلًا من العقل والجسم.